الإحراج والخوف من التحدث بالإنجليزي مشكلة أغلب الطلاب العرب، مو مشكلة فردية. تحفظ كلمات، تشوف دروس، يمكن تفهم اللي يُقال… لكن أول ما يجي دورك تتكلم، فجأة: قلبك يدق، لسانك يثقل، وتبدأ تفكر:

“لو غلطت بيضحكون علي… لحسن أستحي وأسكت أحسن.”

في هذا المقال راح نركّز على ثلاثة محاور:

• نفسية الطالب العربي مع اللغة الإنجليزية.
• أخطاء التفكير اللي تغذي الخوف من التحدث بالإنجليزي.
• تمارين عملية وبسيطة تكسر حاجز الإحراج خطوة خطوة.

1) أول حقيقة: الخوف من التحدث بالإنجليزي شعور طبيعي… مو عيب

قبل لا نصلح أي شيء، لازم نفهمه:

• أي لغة ثانية = منطقة عدم راحة.
• مخك متعود يعبر بالعربي، وفجأة تطلب منه يشتغل بلغة ثانية قدام الناس.
• طبيعي يظهر الخوف من التحدث بالإنجليزي، خاصة لو عندك تجربة سابقة فيها إحراج أو سخرية.

المهم:

• لا تفسّر الخوف على أنه “أنا فاشل في اللغة”.
• فسّره على أنه “مخ متوتر من وضع جديد” يحتاج تدريب، مو حكم نهائي عليك.

لو استوعبت إن الخوف طبيعي، نصف المعركة خلص.

2) نفسية الطالب العربي: ليش إحنا بالذات نخاف أكثر؟

الطالب العربي غالبًا عنده خلفية معينة تخلي الخوف أقوى:

• تجربة المدرسة: مرتبط عنده الإنجليزي بدرجات، نقد، تعليقات المدرس قدام الطلاب.
• الخوف من السخرية: “لو غلطت في كلمة، بيقلدوني أو يضحكون علي”.
• ربط اللغة بالهيبة أو الصورة: يحس إن مستوى الإنجليزي يعبر عن قيمته أو ذكائه.
• مقارنة مستمرة: يقارن نفسه بشخص متعلم في دولة أجنبية أو خبير أصلاً.

هذه العوامل تغذي الخوف من التحدث بالإنجليزي، وتخليك تسكت حتى لو تقدر تتكلم بجمل بسيطة كافية للتواصل.

3) أخطاء التفكير اللي تزيد الإحراج والخوف

فيه أفكار داخلية تخليك أسير الخوف بدون ما تحس، مثل:

• “يا صح 100٪ يا ما أتكلم”
  هذا التفكير يدمّر أي محاولة. اللغة ما تنبنى على كمال، تنبنى على تجارب كثيرة فيها أخطاء.
• “الناس تراقب كل كلمة أقولها”
  كل واحد مشغول بنفسه وأفكاره. أغلب الناس بالكاد يلاحظون كل كلمة تقولها، ومهتمين بالمعنى أكثر من الدقة.
• “خطأ واحد = فضيحة”
  بينما الحقيقة: المتحدث الأصلي نفسه يغلط، يعيد الجمل، ويقول “sorry” و “I mean” عادي جدًا.
• “أنا كبير/موظف/أب… ما يصير أغلط”
  عمر الإنسان أو مكانته ما يمنع إنه يتعلم. العكس، شجاعتك في التعلم تحترم أكثر مما تتخيل.

أول خطوة لكسر الخوف من التحدث بالإنجليزي هي كشف هذه الأفكار ومناقضتها.

4) إعادة برمجة التفكير: من “فضيحة” إلى “تدريب علني”

جرب تغيّر طريقة وصفك للموقف:

• بدل ما تقول:

  “لو غلطت قدامهم بكون مسخرة.”

  قل:

  “كل مرة أغلط فيها قدامهم هي حصة تدريب مجانية على مهارة التحدث.”

• بدل:

  “أنا مستواي سيء، ما أقدر أتكلم.”

  قل:

  “أنا في مرحلة بناء، مو لازم أكون كامل عشان أبدأ أستخدم اللغة.”

ابدأ تتبنى فكرتين أساسيتين:

• الهدف = الفهم والتواصل، مو جملة مثالية.
• الغلط جزء من الطريق، مو علامة إنك تمشي في الاتجاه الخطأ.

5) تمارين بسيطة لكسر الخوف من التحدث بالإنجليزي تدريجيًا

كسر الخوف ما يصير في يوم، لكن يصير بخطوات صغيرة مدروسة.
خلّنا نبني لك “سُلّم شجاعة” من الأسهل للأصعب:

الدرجة 1: الكلام لحالك مع تسجيل صوتي

• تكلم بالإنجليزي وانت وحدك في الغرفة.
• سجّل صوتك دقيقة–دقيقتين عن أي موضوع بسيط.
• الهدف: تعوّد لسانك على الحركة بدون وجود جمهور.

الدرجة 2: شخص واحد موثوق

• اختر شخص ترتاح له: صديق، أخ، مدرس.
• اتفقوا إنكم تتكلمون 5–10 دقائق بالإنجليزي بدون انتقاد جارح.
• اعتبره “منطقة أمان” للتجربة والغلط.

الدرجة 3: مجموعة صغيرة

• شارك في كلاس محادثة صغير أو جروب أونلاين.
• حط لنفسك هدف بسيط: تقول على الأقل 3 جمل في كل جلسة.

الدرجة 4: مواقف حقيقية أمام ناس

• تسأل سؤال بسيط لموظف، كاشير، أو سائح.
• تستخدم جمل محددة مختصرة، مو خطبة:
  • Excuse me, where is…?
  • Can you repeat that, please?

كل درجة تكررها أكثر من مرة، لين تحس إن مستوى الخوف نزل درجة أو درجتين.

6) جمل جاهزة تساعدك تتجاوز لحظة الإحراج

جزء من الخوف من التحدث بالإنجليزي يجي من شعورك إنك “علقت” وما تعرف وش تقول إذا ما فهمت.

جهز لنفسك “جمل طوارئ” تستخدمها لما تتوتر:

• Sorry, my English is not perfect. I’m still learning.
  آسف، إنجليزيتي مو ممتازة، لسه أتعلم.
• Can you speak more slowly, please?
  تقدر تتكلم أبطأ لو سمحت؟
• Can you repeat that, please?
• Let me think…
  تعطلك ثانية تفكر بدون توتر.

هذه الجمل تخفف الضغط، وتخلي الناس يعرفون إنك متعلم، مو “متقن”، وهذا طبيعي ومحترم.

7) تمرين أسبوع لكسر أول طبقة من الخوف

اليوم 1–2:

• تسجيل صوتي يومي (دقيقة–دقيقتين) وأنت تتكلم عن يومك.
• كتابة وحفظ جمل الطوارئ السابقة.

اليوم 3–4:

• تجربة التحدث بالإنجليزي مع شخص واحد موثوق 5–10 دقائق.
• استخدام على الأقل جملة واحدة من جمل الطوارئ أثناء الكلام.

اليوم 5–7:

• مشاركة في جروب صغير أونلاين، أو كلاس محادثة (حتى لو مجاني أو تجريبي).
• هدفك في كل جلسة: تقول 3–5 جمل بصوت مسموع، حتى لو كانت بسيطة جدًا.

في نهاية الأسبوع اسأل نفسك:

• هل لا زال الخوف من التحدث بالإنجليزي بنفس القوة؟
• ولا نزل 10–20٪ وصرت أجرأ شوي؟

هذي البداية… الخوف ينزل بالتكرار، مو بالانتظار.

الخلاصة: كسر الخوف أهم من حفظ مئة كلمة جديدة

لو عندك الخوف من التحدث بالإنجليزي، ركّز على:

• فهم نفسيتك كطالب عربي وتجاربك السابقة مع اللغة.
• كشف أفكارك السلبية (“لازم أكون كامل”، “خطأ = فضيحة”) وتغييرها.
• بناء سُلّم شجاعة من الكلام لوحدك، إلى شخص واحد، إلى مجموعة، إلى مواقف حقيقية.
• استخدام جمل طوارئ تخفف الضغط في اللحظة.
• الاستمرار على تمارين بسيطة أسبوع بعد أسبوع، بدل انتظار اليوم المثالي اللي ما يجي.

كسر الخوف نفسه إنجاز ضخم… وبعده حفظ الكلمات والقواعد يصير أسهل بعشر مرات.