المرأة التي صنعت ثروة في جزيرة نيغروس… تلك الجزيرة التي يكسوها السكر وتمتد فيها الحقول الخضراء بلا نهاية،
كانت الشمس هناك حارة لكنها تحمل شيئًا من الحنان. وفي بيت خشبي بسيط، كانت تعيش امرأة تُدعى
ماغنوليا.

كانت أيامها بسيطة لكنها ثقيلة. تستيقظ قبل الفجر، تدخل مطبخها الضيق المزدحم بالأواني القديمة، وتشعل النار
تحت الصفيح الأسود. تبدأ بطقس يومي يشبه الصلاة: خلط الطحين بالسكر، إضافة الزبدة، وعجن الخليط بيديها حتى
يتحول إلى كتلة حلوة تنبض بالجهد.
كانت تُحضّر حلوى “بيايا” — رقائق رقيقة محشوة بالسكر البني تُخبز حتى تنتفخ قليلًا وتكتسب لونًا ذهبيًا
فاتحًا كأن الشمس باركتها قبل أن تُباع.
تحمل ماغنوليا صينية كبيرة، تتجه بها إلى الشارع القريب من السوق، تجلس على كرسي بلاستيكي مائل، وتعرض
البيايا على طاولة قصيرة. تمر الوجوه أمامها: سائقو التريسيكل، العمال، السياح، الأطفال. البعض يشتري، البعض
يساوم، البعض يطلب تذوقًا مجانيًا.
وفي الليل، تعود إلى بيتها لتجلس أمام دفتر صغير: مصاريف… مبيعات… وباقٍ صغير لا يكفي.

في إحدى الليالي، أمسكت آخر قطعة بيايا لم تُبع، نظرت إليها طويلًا، وقالت لنفسها:
“ليش تبقى مجرد لقمة؟ ليه ما تكون أكثر؟”
في اليوم التالي، لم تغيّر الوصفة بل غيّرت طريقة تقديمها: غلاف أجمل، كيس مطبوع، ترتيب أنيق للطاولة،
وابتسامة أكثر ثقة. وكتبت اسمًا بسيطًا على الغلاف:

بدأ الناس يسألون بالاسم. السياح يوصون بها. الطلب يكبر.
لم يعد المطبخ يكفي، ولا الصينية تكفي. استأجرت محلًا صغيرًا، ثم كبر المحل، ثم أصبح فروعًا عديدة،
ثم مصنعًا يدير إنتاجًا ضخمًا.
كان شعار ماغنوليا بسيطًا:
“الجودة… الناس ترجع إذا لقت نفس الطعم.”
وفي ليلة من ليالي النجاح، جلست ماغنوليا في شرفة بيتها الجديد، تنظر للمدينة تحتها وتلمس يديها
لتجد أثر العجين القديم ما زال عالقًا بها. ابتسمت وقالت:
“السر ما كان في البيايا… السر كان إني رفضت أخليها تبقى مجرد لقمة.”